كن دائما إيجابيا تنجح في الحياة !!! هذا ما يردده العديد من مدربي التنمية البشرية وأيضا الذين من حولنا. ولكن هل الموجات الإيجابية كافية للوصول إلى النجاح والحياة التي نحلم بها؟ قولي هذا لا ينفي فاعلية التفكير الإيجابي ولكن إذا أفرطنا في الشيء وزاد عن حده انقلب إلى ضده. أود أن أشير هنا أن الإنسان الذي يفرض على نفسه التفكير الإيجابي في كل الحالات يمكن أن يصبح سجين هاته الفلسفة ولا يرى طرقا أخرى للخروج من المحنة التي حلت به. عندما ترى الناس يقولون لك “كن إيجابيا ولا تجعل شعورك بالإحباط يحطم عزائمك ويثنيك عن العمل لحل المشكل.” تتساءل في تلك اللحظة هل عليك التظاهر بالسعادة والشعور الإيجابي من أجل إرضاء الغير دون نفسك. عندما تجبر نفسك على التفكير الإيجابي في وضعيات حرجة وتنسى أن عليك ان تفهم وتتقبل شعورك بالحزن أو الانكسار في تلك اللحظة لتجاوز المحنة تجد نفسك تدفن ذلك الشعور وتصبح تعيش في وهم الحياة الوردية والدنيا الجميلة التي لا تشوبها شائبة وزقزقة العصافير… قد ترون في قولي هذا تشاؤم ولكن هذا هو الواقع الذي يجب قبوله كما هو ثم البحث عن حلول بديلة لتخطي التحديات التي نعيشها يوميا. الموجات الإيجابية لا يمكن أن تحقق لك أحلامك وحدها وإنما توهمك بذلك فقط. اجلس في المنزل وتمنى ما تريد: منصب محترم، سيارة فخمة، قصر من قصور ألف ليلة وليلة… وكن إيجابيا وركز في الإيجابيات وأكثر من التركيز وأشحن نفسك بكل ما أوتيت من قوة وثبات بالموجات الإيجابية ثم افتح عينيك… فهل تحقق حلمك؟ بالطبع لا
هذا لا يعني أنك غير قادر على تحقيق أحلامك ولكن التفكير الإيجابي ليس بالوصفة السحرية… لتحقيق النجاح يجب أن يكون هناك توازن بين الأفكار الإيجابية و الأفكار “السوداء”… الأفكار السوداء و أعني هنا التفكير في أسوء الاحتمالات و السيناريوهات يقوي قدرتك على التأقلم مع كل ما يمكن أن يعترض طرقك نحو تحقيق الهدف… كن واقعي و لا تتوهم أو لا تتصنع الإيجابية التي يمكن أن تنسيك هدفك و رؤيتك… اصنع التوازن بين إيجابيك و سلبيتك لأنها ستسلط الضوء على حلول أخرى جديدة و ترجعك إلى أرض الواقع… لا تنسى أن الأشخاص الناجحون هم الذين لا يسلكون طريقا واحدا و إنما يضعون في اعتبارهم أن إذا الطريق “أ” لم يكن ناجعا هناك طريق “ب” كحل بديل للوصول على الهدف
أخيرا أقول لك كن إيجابيا ولا تنسى أن تتقبل عواطفك مهما كانت حاول أن تفهمها حتى تجد حلولا بديلة، تشبث بحلمك وسطر أهدافك وأحرص على الابتعاد عن الوهم ثم انطلق