التواصل فن فكيف تصبح فنانا؟ لماذا هناك أشخاص لهم القدرة للتواصل مع الآخرين بكل سهولة في حين الكثير من الناس يجدون في ذلك صعوبة كبيرة؟ فن الخطابة مثلا ومخاطبة الجمهور هو نوع من أنواع التواصل مع الناس لكن ليس في متناول كل الأشخاص. حسب دراسات من جامعة هارفرد الأمريكية , 7% فقط من الناس قادرين على مخاطبة الجمهور بصفة طبيعية يعني ولدوا ليكونوا على الركح في حين 93% يجدون الركح والمواجهة تمرين صعب جدا. فإذا وجدت نفسك في مأزق على الركح تتصبب عرقا وحلقك جاف وكلماتك متقطعة مترددة لا تظلم نفسك وتقول أنا فاشل أنظر إلى صديقي يعتلي المنصة ويتوجه بخطاب إلى الجمهور بكل ثقة في النفس وأنا غير قادر على فعل ما فعله. في هذه الحالة، قل لنفسك هذا عادي لست مخاطبا ومحاضر بطبيعتي ولكن سأغادر مجموعة 93% العاديين وألتحق بهؤلاء ال 7% الذين يجدون في الركح وفن الخطابة جنتهم.
ستقول لي الحديث والجميل ولكن كيف أصبح محاورا مخاطبا ومحاضرا فعالا أجذب الناس إلي وأسحرهم بكلماتي وعباراتي؟ السر واضح و صريح كما يقولون الحظ لا يحالف إلا الشخص المستعد. لهذا أي محاضرة أو خطاب يجب تحضيره بطريقة محترفة والابتعاد عن الارتجال لأن النتيجة غير مضمونة في الأخير. أول شيء لا تنسى المحتوى وأيضا لا تغامر في ميادين لا تتقنها وليس لك فيها خبرة. تحضير المحتوى يتطلب معلومات نظرية وأيضا أمثلة من الواقع قريبة من جمهورك وتدعم النظري وهكذا يكون لخطابك أو محاضرتك وقع أحسن على المتلقي. اختر أهم المعلومات التي تود أن تقدمها ورتبها حسب أهميتها. ثم لا تنسى أن من أهم المقاطع في خطابك هي الدقائق الأولى على الركح وهي التي نستغلها لجلب انتباه وتركيز المتلقي، فإذا لم تنجح في الخمس الدقائق الأولى من المحاضرة في “سحر” الجمهور لن يتابعون ما تبقى منها وتصبح مقلقة ومملة. المقدمة هي كسر للجليد ذلك السور العالي المبني بينك وبين الناس وأيضا هي السر في نجاح بقية الخطاب. في لغة فن الخطابة البداية تسمى «Mind Grabber» يعني جلب الإنتباه أو التركيز و الأمثلة عديدة و متنوعة و لكن مرتبطة بنوعية الجمهور و ثقافته مثلا تحكي طرفة أو قصة قصيرة أو تبدأ خطابك بمقولة معروفة أو تستعمل مؤثرات صوتية أو مرئية و غيرها لتوظيفها في جلب إنتباه المتلقي قبل سرد المعلومات و المحتوى. و لا تنسى أن المقدمة هي التي تعطيك فرصة الإنطلاق في خطابك يمكن أن نشبهها بمرحلة صعود الطائرة. مرحلة صعبة لكن تجاوزها سهل إذا تم إعدادها جيدا. في آخر المحاضرة أو الخطاب، لا تنسى أن الإنسان لا يستطيع أن يركز بصفة مسترسلة أكثر من 20 دقيقة لذا يجب التلخيص في الخاتمة وترك إنطباع طيب عن المحاضر. لا تنسى أن تكسر الجليد وتجلب انتباه الجمهور وفي الأخير لخص وأفتح آفاق ثم انطلق